الرجل الذى عايز يمسك
"أنا عايز أمسك مكانك يابا"
نطق بها الابن الاصغر فى حذر فكان كمن ألقى قنبلة فى قلب الغرفة الصغيرة التى تضم أخوه الكبير وأمه وابوه الذى جلس على الطبلية يتناول الغداء
تناول الرجل الكبير اخر لقمة ثم تكرع فى هدوء ، وأشار بيديه فجاءت زوجته وشالت الطبلية ونظر فى عمق إلى وجه إبنه الأصغر الذى أسرع مستكملاً حديثه:
يابا الناس كلها بتسأل اخرتها ايه؟
حضرتك زى ما انت شايف - ربنا يديك طولة العمر - كبرت
وحالتك ما تسمحش انك تتابع الامور
وكل شوية تظهر فى الامور .. امور
وبدأ يظهر لك منافسين بعد ما كنت الوحيد الأوحد
اخرتها ايه يابا
انا عايز امسك بقى
وانا اتجوزت وبقيت جاهز انى امسك مكانك
أمسك الأب جلابيته وقام فجاءة فبانت قامته الفارعة ، مسح شاربه المبتل وجلس بجوار ابنه الأكبر متوجهاً إليه بالكلام وكأن الإبن الاصغير كان ظلاً .. وقال للإبن الكبير:ايه اخبار مشروعك الجديد يابنى؟
اشرق وجه الابن الكبير وابتهج قائلاً:
تمام يابا .. ماشى تمام .. ومالوش منافس .. وقريب هخاويه بمشروع تانى مع واحد من رجالتك
صرخ الابن الاصغر فى حرقة:
انا بكلمك يابا .. انا عايز امسك يابا .. انت ليه بتعمل فينا كدة .. وليه بتعمل فى نفسك كدة
رشف الرجل الكبير رشفة من كوباية الشاى ونظر من تحت لتحت إلى ابنه "المستعجل على المسك بتلابيب الأمور" وقال فى هدوء قاتل:
امممم .. بقى انت عايز تمسك؟
قال الابن وقد لاحت على قسماته ملامح الامل : أيوة يابا .. عايز امسك ..والناس كلها فى البلد بتتكلم فى الموضوع ده وبتقول لى انت لازم تمسك
القى الاب بوعده وسط ذهول الام والابن الأكبر قائلاً :
خلاص يا حبيبى .. هتمسك مع دخلة الشتا
انفجر الابن الاصغر فى سعادة معانقاً ابيه، واخوه وأمه ، وزوجته التى ما إن سمعت بالجملة الأخيرة حتى ظهرت فجاءة فى وسط العائلة ، وظل يطلق الوعود فى قلب العائلة الدافئة
مرت أيام وظل الابن مبتهجاً متأنقاً يحدث الجميع بواقعة الوعد الشهيرة ويلتقى مع ابناء الحتة واعداً اياهم بالكثير حينما يمسك مكان ابوه ، ومبدياً اسفه عن الكثير مما حدث ايام ابوه..
ويمر الصيف ويأتى الشتاء سريعاً
ويفاجئ الجميع أن الرجل الكبير قد قام بعمل تجديدات فى دكان البقالة فاشترى اصنافاً جديدة من الزيتون والجبن الاسطنبولى وادخل أنوعاً مستوردة من اللانشون الى القرية.. واستقدم عدة صبيان للعمل فى المحل ، وظهر فى جلابيته الفخمة الجديدة متفرداً فى مشهد مهيب قضى على آخر أحلام الإبن الأصغر فى أن يمسك.
siko هذا المدون قد يكون مهيس او غير متاح حاليا برجاء التاكد من المدون المطلوب وترك تعليقك بعد سماع الصفاره.
10/01/2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق